واشنطن: يشكل القمر حيث اعلنت وكالة الفضاء الاميركية العثور على كميات كبيرة من المياه شاهدا مهما جدا على تاريخ النظام الشمسي واسراره منذ بداياته قبل 5،4 مليارات سنة.
والقمر هو القمر الطبيعي الحيد للارض ويقع على مسافة 384402 كيلومتر ولا يزال يكتنف الكثير من الاسرار رغم اجراء عشر مهمات اميركية مأهولة في اطار برنامج ابولو بين العامين 1968 و1972.
وقد اوضحت الاكاديمية الوطنية الاميركية للعلوم في تقرير قبل فترة قصيرة "لا يمكننا من اي مكان اخر ان نرى بهذا الوضوح الحقبة التي تكونت فيها الارض والكواكب الاخرى في نظامنا الشمسي".
اوضاف المصدر ذاته ان "باطن القمر حافظ من دون اي اضرار على تاريخ المراحل الاولى من تطور الكون، وسطحه الخالي من الهواء يوفر شهادة متواصلة لتاريخ الارض وتأثير الشمس".
واطلق الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في العام 2004 مشروع "كونستليشن" الذي ينص على عودة الاميركيين الى القمر بحدود العام 2020 تمهيدا لرحلات الى المريخ وابعد من ذلك. وقد وضعت الصين كذلك برنامجا مماثلا.
ووجود المياه امر اساسي للمهمات المأهولة المقبلة فهي تسمح بتوفير الاكسيجين الى الرواد وستكون مفيدة للاليات كذلك.
وعلى سطح القمر تحوي طبقة من الغبار معروفة باسم "الغلاف الحتاتي" الناجمة عن شظايا اصطدام نيازك تبلغ سمكاتها عدة امتار، على الاكسجين الذي يسهل استخراجه. وتحوي كذلك الهيدروجين لكن بكميات اقل.
ويمكن استخدام الاكسجين والهيدروجين لانتاج المحروقات لمحركات الصواريخ الامر الذي يسمح بخفض كبير لكلفة استكشاف الفضاء عبر السماح بارسال مركبات فضائية خارج اجواء الارض.
وتحوي طبقة الغبار هذه ايضا السيليسيوم الذي يمكن استخدامه في انتاج الالواح الشمسية. وتدرس عدة شركات امكانية صناعتها على القمر لتوفير الكهرباء للمستعمرات المقبلة التي قد تقام على سطح الكوكب.
ويحوي باطن ارض القمر على احتياطي كبير من الهيليوم 3 وهو نظير غير مشع من الهيليوم نادر جدا على الارض مطلوب جدا في عملية الالتحام النووي.
ويرجح ان يكون القمر يحوي مليون طن من الهيليوم 3 في حين يكفي 25 طنا فقط لتلبية حاجات الولايات المتحدة او الاتحاد الاوروبي.
وقد دفعت هذه القدرات الكامنة شركة "انيرجيا سبايس كوربوريشن" الروسية الى الكشف العام 2006 عن مشروع اقامة قاعدة دائمة على القمر في السنوات العشر المقبلة للبدء في استخراج هذا النظير الثمين بحلول العام 2020. الا ان التكنولوجيا التي ستسخدم في استثمار هذا المورد لا تزال في بداياتها.